تجربتي وانطباعاتي حول المدرسة العليا للأساتذة بسكيكدة
في هذا التقرير، سأشارك تجربتي الشخصية وانطباعاتي حول المدرسة العليا للأساتذة بسكيكدة، بعد أن قضيت فيها عامًا كاملاً. أهدف من خلال هذا التقرير إلى تقديم صورة واضحة للطلبة الجدد لمساعدتهم في اختيار التخصص المناسب.
التعريف بالمدرسة
تم إنشاء المدرسة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 254/09 المؤرخ في 10 أغسطس 2009، وكانت في البداية تقع في ولاية سكيكدة (في الحدائق ثم مرج الذيب)، لكنها حاليًا في دائرة عزابة. تتولى المدرسة تكوين أساتذة للتعليم المتوسط والثانوي في تخصصي الفيزياء والرياضيات، بعد أن كانت تركز على فروع الهندسة التقنية حتى عام 2014. تمت إضافة تخصص علوم الطبيعة والحياة هذا العام، لكن لا توجد معلومات كافية حوله حتى الآن.
القواعد الأساسية
- المقابلة الشفوية: تُجرى قبل التسجيل في المدرسة لتقييم قدرة الطالب على التدريس، حيث تختبر قدراته البدنية والعقلية.
- مدة الدراسة: تستمر 4 سنوات للتعليم المتوسط و5 سنوات للتعليم الثانوي. يوقع الطالب عقد التزام مع وزارة التربية والتعليم، تضمن الوزارة بموجبه منصبًا للطالب الذي يتعهد بإتمام التكوين بنجاح والالتزام بالتدريس لمدة 9 سنوات في المرحلة المتوسطة أو 11 سنة في المرحلة الثانوية.
- إعادة السنة: يسمح للطالب بالإعادة مرتين فقط، بشرط ألا تكون في نفس السنة.
الموقع الجغرافي
تقع المدرسة في دائرة “عزابة” بولاية سكيكدة، وهي أكبر بلديات الولاية وتتمتع بموقع استراتيجي وشبكة نقل كثيفة. تبعد المدرسة 34 كلم عن مقر الولاية و67 كلم عن ولاية عنابة و60 كلم عن ولاية قالمة و70 كلم عن قسنطينة. تتوفر في المنطقة جميع الضروريات التي يحتاجها الطالب، مثل مكتبين للبريد، المسجد، مقر البلدية، المكتبة، والمحلات. المنطقة معروفة بالهدوء والأمان، ولم نشهد أي حوادث تهدد أمن الطلبة أو تعرقل دراستهم طوال العام.
المدرسة
تقع المدرسة بحي أول نوفمبر بجانب المركب الثقافي الإسلامي “علي منجلي” مقابل محكمة عزابة. المدرسة صغيرة الحجم، تتكون من 4 طوابق وتحتوي على 6 مدرجات وحوالي 15 قاعة تدريس، بالإضافة إلى مختبرات حديثة تم تجهيزها مؤخرًا. تحتوي المدرسة أيضًا على مكتبة، قاعة إنترنت، قاعات للمطالعة، وهياكل إدارية أخرى.
نظام التدريس خلال السنة الأولى
يدرس الطالب خلال السنة الأولى تخصص “علوم دقيقة”، ليختار بعدها بين “فيزياء” أو “رياضيات”. نظام الدراسة “كلاسيكي” وباللغة العربية. يتم تدريس 8 مقاييس (مواد):
- التحليل الرياضي: أهم المقاييس، معامله 4. يتعرف الطالب فيه على النظريات الأساسية للرياضيات. عدد حصص الدرس: 2، عدد حصص الأعمال الموجهة: 2.
- الجبر: معامل 2، يتناول نظريات المجموعات والمنطق الرياضي والمصفوفات. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 1.
- الكهرباء والمغناطيسية: معامل 3، يتناول الكهرباء الساكنة والمتحركة والمغناطيسية. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 1.
- الميكانيك: معامل 3، يتناول أسس الميكانيك الكلاسيكية. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 1.
- الكيمياء الحرارية: معامل 3، يتناول مفاهيم في الكيمياء الحرارية. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 1.
- بنية المادة: معامل 3، يتناول نظريات تفسر بنية الذرة. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 1.
- مدخل إلى علوم التربية: معامل 1، يتناول الجانب التاريخي لعلم التربية. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 0.
- تاريخ العلوم: معامل 1، يتناول الجانب التاريخي للعلوم. عدد حصص الدرس: 1، عدد حصص الأعمال الموجهة: 0.
الأساتذة
المدرسة حديثة النشأة، لذلك تفتقر لتقاليد التعليم، ومعظم الأساتذة من حاملي الماجستير أو يحضرون للدكتوراه، عدا بعضهم مثل الأستاذ مسقالجي سمير، وبوجعدار جمال (مدير المدرسة). بالرغم من قلة ظاهرة البيروقراطية وابتزاز الطلبة مقارنة بباقي الجامعات، إلا أنها موجودة. أغلب الأساتذة من الجنس الناعم ومعظمهم من الولاية أو ما جاورها.
الامتحانات
تُجرى الامتحانات في شهر فبراير للسداسي الأول وفي شهر مايو للسداسي الثاني. عمومًا، الامتحانات في متناول الجميع (للطلاب الدارسين)، ويتراوح أعلى معدل بين 14 و15 وقد يتجاوزه أحيانًا.
النشاطات
النشاطات في المدرسة تكاد تكون منعدمة، والإدارة لم تولي هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا، عدا تنظيم بعض الملتقيات التي لا تُوجه بصفة مباشرة للطلبة.
التنظيمات الطلابية
ينشط في المدرسة تنظيم طلابي وحيد هو الاتحاد العام الطلابي الحر. يقدم التنظيم صورة حسنة عن النشاطات الطلابية، حيث ينظم الرحلات السياحية، الخرجات الإنسانية، معرض للكتاب، وملتقيات. يُعوض هذا التنظيم النقص الملحوظ في نشاطات الإدارة.
الإقامة الجامعية
يقيم في الإقامة الجامعية عزابة 1 حوالي 800 طالبة، وفي عزابة 2 حوالي 400 طالب. تعاني الإقامة من نفس ظروف الإقامات الأخرى في الجزائر، مثل رداءة الهيكلة والتسيير وسوء الإطعام. ومع ذلك، تتميز الإقامة بالنظافة النسبية والأمان، حيث لم تحدث أي حوادث سرقة خلال الفترة السابقة.
خاتمة
هذه بعض النقاط البسيطة حول المدرسة العليا للأساتذة في سكيكدة، وهي لا تختلف كثيرًا عن باقي المدارس العليا. لا أنصح أصحاب المعدلات التي تعادل 15 أو ما فوق بالالتحاق بالمدارس العليا إلا إذا كانت رغبتهم الشخصية هي التدريس. عموماً، لا تزيد المدارس العليا عن الجامعات إلا في عقد الالتزام، وهناك العديد من الجامعات التي تتمتع بتركيبة وإمكانات أفضل.
أخوكم في الله: عبد اللطيف العربي